الخميس، 22 يونيو 2017

عقيدة البداء | السيد ضياء الخباز

تقرير محاظرة السيد ضياء الخباز حول البداء، ليلة السابع عشر من شهر رمضان ١٤٣٨

قال تبارك وتعالى في كتابه الكريم : يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده وأم الكتاب.

من العقائد المهمة عند الشيعة الامامية والتي يمتاز بها الشيعة عن غيرهم هي عقيدة البداء والتي ورد في الرواية عن الامام الصادق عليه السلام في مقام ابراز اهميتها قوله ع (ما عبد الله بشيء مثل البداء)، وقد اصبحت هذه العقيدة محلا لتشنيع المخالفين على شيعة اهل البيت ع واتهامهم باعتقاد ما يتنافي مع الكمال الالهي ، من هنا نحن نقف عند هذه العقيدة ونسلط الضوء عليها ليتضح المقصود منها وانها لا تتنافى مع الاعتقاد بالكمال الالهي،

اولا ابين عقيدة البداء مختصرا ثم ابينها تفصيلا، 

عقيدة البداء مختصراً تعني الاعتقاد بقدرة الانسان على تغيير مصيره ، هذه خلاصة عقيدة البداء ان الانسان قادر على  تغيير مصيره من خلال تحقيق بعض الافعال او من خلال اجتناب بعض الافعال الاخرى فنحن اذاً عندما نقول اننا نعتقد بالبداء اي اننا نعتقد ان كل انسان قادر على تغيير مصيره ولتوضيح ذلك نحتاج الى بيان جهات

الجهة الاولى البداء بمعناه اللغوي وهذا الجهة قد يحصل فيها اللبس بفهم عقيدة البداء لذا يحتاج ان نقف عندها، البداء بمعناه اللغوي يعني الظهور، تقرأ في القران الكريم قوله تعالى : ((وبدا لهم سيئات ما كسبوا)) ، اي ظهر لهم ما يسؤهم مما كسبوه واقترفوه من المعاصي والاثام، النقطة المهمة في هذه الجهة هي بيان ان الظهور تارة يكون للذات واخرى يكون للغير فالظهور ليس دائما للذات بل قد يكون للغير وكلاهما يعبر عنه بالبداء ، تقول بدا لفلان في رايه يعني ظهر له في رايه على خلاف ما كان ظهر له سابقا، رأيه مثلا ان يأتي الى المأتم ثم يتراجع عن هذا الرأي يذهب الى مكان اخر فتقول فلان بدا له في رأيه ، هنا بدا بمعنى "ظهر" وهذا ظهر للذات و لا مشكلة فيه وتارة البداء بمعنى الظهور للغير لا للذات ، نذكر قضية علوية مباركة ثم نبين الظهور للغير وكيف يعبر عنه بالبداء ، 
في قصة امير الؤمنين ع مع عمرو ابن ود عندما خرج الامير لمقاتلته بعد ان قال رسول الله ص واله (من لعمرو وله الجنة) فلم يقم سوى الامير فقال له (انت له يا علي برز الايمان كله الى الشرك كله ) فلما راه عمرو بن ود قال له من تكون فقال انا علي بن ابي طالب فقال عمرو ارجع فان اباك كان صديقا لي فاني لا اقوم بقتلك فقال الامام ولكني اريد قتلك فقال له الم يجد ابن عمك سواك ليبرزه لي فما انت الا ان احمل عليك بسيفي هذا واقدك الى نصفين فقال الامام انا لك، .مَن لعمرو وقد ضمنت على الله له من الجنان اعلاه ورحم الله الشاعر الازري حين ذكرها .. فهذه الشجاعة العلوية لم تكن ظاهرة لابن ود لذلك كان يستحقر بروز امير المؤمنين ع لمقاتلته ، انت هنا حين تريد ان تتحدث عن هذه الليلة ماذا تقول، تستطيع ان تعبر بهذا التعبير؛ تقول برز امير المؤمنين ع الى عمرو ابن ود فبدا له من الشجاعة ما كان خافيا عليه ، فبدا بمعنى ظهر ولكن ليس ظهورا للذات وانما للغير، اذاً اتضح ان البداء بمعنى الظهور تاره يستخدم بمعنى الظهور للذات وتاره يستخدم بمعنى الظهور للغير ، من هنا نحن حينما نعبر عن هذه العقيدة بعقيدة البداء فليس كما يقول بعض الاعلام من ان التعبير عن هذه القضية بالبداء انما هو العناية وبعلاقة المشاكلة، وانما هو تعبير حقيقي اصلا لا يحتاج الى عناية ولا الى تكلف اذا فهمنا بان الظهور كذلك يكون للذات كما يكون للغير فحينما نعبر عن البداء بمعنى الظهور للغير فان ذلك يكون مطابقا للعقيدة ومن غير اي تكلف في ذلك فما يذهب اليه بعض الاعلام من ان التعبير عن هذه العقيدة بالبداء انما هو مجاز ومسامحه وانها ليست بداء وانما هي ابداء ، فهذا ليس في محله فهي ابداء لكن لا بمعنى الظهور للذات وانما بمعنى الظهور للغير. هذا ما يرتبط بالجهة الاولى وهي بيان معنى البداء لغةًً ، 

نأتي الى الجهة الثانية ، ما هو معنى عقيدة البداء اصطلاحا ، عندما نريد ان نعرف هذه العقيدة اصطلاحا نقول هو (اظهار الله تعالى للخلق في التكوينيات ما كان خافيا عليهم بعد ان اظهر لهم خلافه)

الفقرة الاولى من هذا التعريف ( اظهار الله تعالى للخلق ) حين نعتقد بالبداء نقول ان البداء اظهار من قبل الله تعالى لقضية كانت خافية على الخلق بعد ان اظهر لهم خلافها فلماذا نقول اظهار؛ حتى نسد الباب على المخالف فالمخالف حين يقول انتم حين تعتقدون بعقيدة البداء فأنتم تعتقدون بجهل الله تعالى لانه تعالى قد ظهر له ما لم يكن عالما به اذا فانتم تعتقدون انه كان جاهلا ، نحن نقول ان البداء هو ظهور للغير فهذا الظهور للغير يكون نتيجة الاظهار ، البداء ظهور نتيجة اظهار مثل ما ان الامير ع اظهر شجاعته فظهرت ويعبر عن هذا الظهور للغير "بداء" ، فالله تعالى ايضا يظهر للعباد بعض ما كان خافيا عليهم فعند ظهور ذلك يعبر عنه بالبداء فهو ظهور للغير بإظهار الله تعالى له ، في الرواية عن الامام الصادق ع : (ما بدا لله في شيء الا وكان يعلم به قبل ان يبدو له)، فحتى نسد الباب امام المخالف حتى لا يشنع علينا بما نعتقد نقول بأن عقيدة البداء هي اظهار الله تعالى لبعض ما كان خافيا بعد ان اظهر خلافه للعباد ، هذه الفقرة حتى نستوعبها تماما ، قد يسأل سائل هذا الاظهار أين يكون؟ فهذا البداء اين يكون ، كيف يتحقق ، كيف يظهر ، ثم من هؤلاء الذين يظهر لهم على خلاف ما كان ظاهرا ، حتى تتضح هذه الجزئية ؛ هناك عندنا لوحان مرتبطان بعلم الله تعالى احد اللوحين يعبر عنه باللوح المحفوظ والاخر يعبر عنه بلوح المحو والاثبات، الفرق بينهما هو ان اللوح المحفوظ عبارة عن لوح جمعت فيه جميع القضايا والجزئيات الكونية بشكلها النهائي المحسوم مثلا فلان ابن ولد فلان فهذه تكون في اللوح المحفوظ فهي قضية محسومة او فلان الذي توفي عن عمر ١٠٠ سنة ايضا موجودة بشكلها النهائي في اللوح المحفوظ ، فلان لونه ابيض هذه موجودة في اللوح المحفوظ او فلان يولد في القطيف او الاحساء فهذه القضايا بشكلها النهائي كلها مقررة في اللوح المحفوظ فاللوح المحفوظ ما جمعت فيه جميع المعلومات الكونية الجزئية التفصيلية بشكلها النهائي المحسوم ، لماذا عبر عنه باللوح المحفوظ؟ لان المعلومات فيه لا تقبل تغيرا ولا تبدلا فهي محفوظة وقد يعبر عن هذا اللوح بلوح "ام الكتاب" ، اما اللوح الثاني الذي يعبر عنه بلوح المحو والاثبات فهو ما جمعت فيه المعلومات ولكن لا بشكلها النهائي وأنما بشكلها التقديري المرتبط بإسبابها ، مثلا عندما ناتي الى ما تشير اليه الروايات الشريفة ففي الرواية هكذا اذا قطع الرجل رحمه وكان له من العمر سبعون سنة صيرها الله له ثلاثين سنة واذا وصل رحمه وكان له من العمر ثلاثون سنة صيرها الله سبعين سنة ، هناك بعض الاعمال مرتبطة بعمر الانسان فالانسان البار بوالديه يطول عمره الانسان العاق لوالديه ينخرم عمره الانسان الواصل لرحمه يطول عمره  والقاطع ينخرم عمره ، كيف هذه القضية ؟ هذا الانسان الواصل لرحمه أفترض انه بسبب صلة الرحم يعيش ١٠٠ او ثمانين سنة فهذه الثمانين سنة وجودة في اللوح المحفوظ ؛ فلان ابن فلان يعيش ثمانين سنة بإعتبار ان الله مطلع ان فلان سيصل رحمه وسيكون عمره ثمانين سنة فهذه القضية موجودة في اللوح المحفوظ كما هي بشكلها النهائي المحسوم لكن هذا لماذا عاش ثمانين سنة ولم يعش ثلاثين سنة ، له عمران ؛ لو قطع رحمه ما كان يعيش ثمانين بل كان يعيش ثلاثين فقط لكن بسبب صلة رحمه عاش ثمانين سنة ، في لوح المحو والاثبات المعلومة التي تسجل قبل اكمال الثلاثين سنة ؛ ان فلان يعيش ثلاثين سنة ، اذا اتم الثلاثين فهذه المعلومة ستتغير ؛ فلان ابن فلان سيعيش ثمانين سنة ، فالذي غير المعلومة هي صلته برحمه . في اللوح المحفوظ المعلومة واضحة لا تقبل التغيير ولا التبديل بينما في لحو المحو والاثبات المعلومات تتغيير ، فلان يعيش ١٠٠ سنة في لحو المحو والاثبات ، يكمل ثلاثين سنة يموت فالمعلومة تغيرت الى ان فلان يموت في الثلاثين سنة ، ما الذي غيرها ؟ قطيعته للرحم او عقوق الوالدين ، اذا المعلومات للموجودة في لوح المحو والاثبات هي المعلومات بوجودها التقديري المرتبط بالاسباب ، فنحن حين نقول عقيدة البداء هي اظهار الله للخلق ما كان خافيا عليهم بعد أن أظهر لهم خلافه ؛ فهذا الظهور والاظهار يكون في لوح المحو والاثبات ، أما اللوح المحفوظ لا تغيير ما فيه وانما التغيير والظهور والاظهار يتحقق في لوح المحو والاثبات لمن يطلع على لوح المحو والاثبات وهم الملائكة وليس كلهم والانبياء والاوصياء ومنهم ال محمد عليهم السلام فهؤلاء يطلعون على متغيرات المعلومات مثلا يرون ان زيد كتب عليه المرض فجأة تتغير هذه المعلومة الى ان زيد كتبت له العافية لانه دعا الله سبحانه وتعالى فهذه البرمجة وهذا التخطيط وربط الامور بإسبابه كله كشف تفصيلي موجود في لوح المحو والاثبات فحين نقول بداء والبداء اظهار الله تعالى للخلق في التكوينيات ما كان خافيا عليهم بعد ان اظهر لهم خلافه ؛ هذا الاظهار كله يتم في لوح المحو والاثبات ، وهذا من القران الكريم ((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)) فالاية تشير الى شيئين ؛ لوح محو واثبات يمحو الله ما يشاء ويثبت والى ام الكتاب التي هي عبارة عن اللوح المحفوظ ، اية اخرى ((ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده)) وهذه الاية جدا واضحة ان الانسان له آجلان ؛ آجل مقضي وهو الاجل المحسوم في اللوح المحفوظ واجل مسمى وهو ما يوجد في لوح المحو والاثبات سماه الله ثلاثين اربعين خمسين سنة ، هذا يعبر عنه اجل مسمى فالقران الكريم بضميمة تفسير الروايات الطاهرة عن المعصومين ع يؤكد فكرة وجود لوحين احدهما لا تتبدل معلوماته بل هي محسومة بشكلها النهائي طبقا لعلم الله الازلي والاخر معلوماته متغيرة .

هذه الفقرة الاولى اما الثانية ( اظهار الله تعالى للخلق في التكوينيات ) ؛ جيء بهذا القيد في التعريف لاجل التفريق بين النسخ وبين البداء ومن هنا تظهر ضحالة فكر المخالف ، لان النسخ والبداء من باب واحد لا فرق بينهما ، غاية ما هناك ان النسخ يكون في التشريعيات بينما البداء في التكوينيات فكما ان الله سبحانه وتعالى في التشريعيات يظهر امرا لمصلحة ما ثم اذا انقضت المصلحة يظهر امرا اخر ويعبر عن هذا بالنسخ، في الكوينيات كذلك، الله سبحانه وتعالى في التشريعيات اظهر للناس بان الصلاة الى بيت المقدس ثم حين انتهت المصلحة غير هذا الحكم الى حكم اخر وهو الصلاة الى الكعبة المشرفة زادها الله شرفا فهذا التغيير في التشريعيات بان الله يظهر للخلق امرا بعد ان اظهر لهم خلافه يعبر عنه نسخ ، نفسه تماما يعبر عنه بالبداء اذا تحقق في التكوينيات ؛ اعمار صحة عافية رزق .. الخ فهذا يعبر عنه بداء والعجيب من المخالف انه يسلم بالنسخ في التشريعيات لكنه يأبى البداء في التكوينيات مع انهما من باب واحد فاذا كان البداء يستلزم نسبة الجهل الى الله تعالى فالنسخ كذلك فكما تقول ان الله كان يعلم بالحكم الناسخ نقول ان الله كان يعلم بما سيبديه للاخرين في التكوينيات قبل ان يبينه فهي نفس القضية فاذا كنت تقبل بالنسخ يلزمك ان تقبل بالبداء واذا كنت تنكر البداء لكونه يستلزم جهل الله فلابد ان تنكر ايضا النسخ فلا فارق بينهما اذا عندما نقول اظهار الله للخلق في التكوينيات فالغرض من هذا القيد الثاني هو تميز البداء عن النسخ.

نكمل التعريف ( اظهار الله تعالى للخلق في التكوينيات ما كان خافيا عليهم بعد ان اظهر لهم خلافه ) هذا القيد "بعد ان اظهر لهم خلافه" لاجل التمييز بين البداء وبين "الايجاد" ، الله تعالى من فعله البداء ومن فعله الايجاد والفرق بينهما ان الايجاد اظهار ما كان خافيا من غير ان يكون مسبوقا باظهار الخلاف بينما البداء هو اظهار ما كان خافيا بعد ان اظهار الخلاف ، فهذه العنوان (نسخ ، بداء ، ايجاد) والتي تعبر عن افعال الله تعالى هي عناوين متقاربة لكن فارقها ان النسخ في التشريعيات ، البداء في التكوينيات، ايجاد يكون من غير السبق باظهار الخلاف بينما البداء يكون بعد السبق باظهار الخلاف.
اذا خلاصة الكلام حول البداء هو ان الله سبحانه وتعالى في لوح المحو والاثبات يغير المعلومات الموجودة فيه طبق لتغيير الاسباب واختلافها 

يسال احدهم ما هي فائدة عقيدة البداء ؟

اذا كنا نعتقد بوجود لوح محفوظ وان النتائج فيه محسومة بشكل نهائي فما هي فائدة الاعتقاد بلوح المحو والاثبات ؟ ما هي الفائدة المترتبة على ذلك بحيث ان الامام الصادق ع يقول (ما عبد الله بشيء مثل البداء ) في مقام ابراز اهمية هذه العقيدة ، والجواب عن ذلك هو أن الحكمة من عقيدة البداء هي فتح باب الامل للانسان وحث الانسان في مجال حياته العبادية وفي مجال حياته العملية، اذ لو لم يعتقد الانسان بالبداء فان هذا الباب باب الامل ينسد امامه اي لتوضيح ذلك نقول لو كان هناك شخصان احدهما يعتقد بالبداء والاخر لا يعتقد به ، شخص يعتقد ان الدعاء قد يكون سببا للتغيير ، ان المصير مربوط بالدعاء ، صلة الرحم ، بر الوالدين  وشخص اخر يعتقد ان الامور محسومه وان هذه القضايا لا تؤثر ولا تغيير فالنتيجة واضحة ، هذا الذي يعتقد ان البداء موجود وان المعلومات في لوح المحو والاثبات مقدرة طبقا لاسباب فتقول له لماذا تصل رحمك فيقول لاحتمال ان اجلي النهائي مربوط بصلة رحمي فانا لماذا اخسر ٤٠ سنة من عمري ؟! فلاصل عمري حتى احصل على ثلاثين سنة ، مريض تقول له لماذا تدعو فيقول لان الله تعالى قدر العافية في دعائي ، قدر العافية في شرب الدواء ؛ فانا اقدم على شرب الدواء اذ الخريطة الالهية لعل فيها ان الشفاء مربوط بشرب الدواء او بالدعاء فانا اقدم على ذلك والامل عندي موجود لكن الذي لا يعتقد بالبداء لن يقدم على الدعاء لان القضايا عنده محسومة ، لن يقدم على صدقة لان القضايا عنده محسومة ولن يقدم على صلة الرحم، بر الوالدين ، مايوجب الرزق لان القضية عنده محسومه فاذا البداء دوره اهميته في حث الانسان على التوسل الدعاء ، صلة الرحم وغيرها مما يرتبط بالمقدرات الالهية بل يرتبط ذلك حتى بحياة الانسان العملية فهذا الانسان ما الذي يدفعه للخروج يوميا للسوق والكفاح من اجل لقمة العيش لان يعتقد ان لقمة العيش مربوطه بسبب وان توفر هذا السبب تحققت نتيجة ، لا يوجد سبب لا يوجد نتيجة ،الذي يعتقد ان القضايا محسومة بشكلها النهائي فيقول لنفسه ان الله اما قدر له الرزق اليوم او لم يقدر له ! فاذا قدر لي ١٠٠٠ ريال فستصلني وانا نائم بالبيت ! واذا لم يقدر لي فلن احصل عليها فلماذا اتعب نفسي ! واتكلف واخرج واعمل ! ، فالمفروض ان الذي لا يعتقد بالبداء ويعتقد ان القضايا محسومة بشكلها النهائي فذلك يؤثر على واقعه العملي بهذا النحو السلبي ، اذا الاعتقاد بالتغيير الاعتقاد بالبداء الاعتقاد بان الانسان قادر على تغيير مصيره من خلال تحقيق بعض الافعال او اجتناب افعال اخرى فهذا يبعث الامل يدفع الانسان ويكون قوة محركة له بخلاف من لم يعتقد بذلك وهنا يتبين ان غيرنا وان انكر البداء لسانا ولكنه عملا معترف به فلو لم يكن معترفا به لما كان يدعو ولا يتصدق ، فلو لا يعتقد بالبداء واقعا وقلبا لا يقدم على اي عمل يصله انه يطيل الرزق او العمر ،، فغيرنا وان انكر البداء بلسانه وشنع على الشيعة في ذلك ولكنه معتقد بالبداء عملا وواقعا فاذا البداء بوابة الامل والقوة المحركة للانسان في حياته العبادية والعملية لانه يعتقد ان الامور مربوطه بدعائه فيتحرك ويدعو او بصدقته فيتصدق وهكذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق