الجمعة، 21 يوليو 2017

هل الطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ؟ | الشيخ فاضل الصفار


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

إن طريق الشكر منحصر بما يرتضيه المشكور، فلا يمكن للانسان أن يشكر الباري عز وجل بطريق هو يختاره ، يستحسنه ويعتمد على ظنونه ومزاجه الخاص ، لأن شكر المنعم يجب أن يكون بالطريق الذي يعد شكرا للمنعم ، والشكر للمنعم الذي يقبله المشكور هو الذي يحقق الشكر للمنعم أما إذا الانسان يريد أن يجتهد في تحديد طرق العبادة أو اساليب الشكر في كثير من الاحيان لا يضمن ان هذا شكر للمنعم بل في كثير من الاحيان يصبح تجاوز على المنعم في طريقة الشكر لذا الادلة تحصر أخذ الدين من طريق خاص.

العبادة طريقها خاص والاحكام الشرعية طريقها خاص فلا يجوز للانسان ان يبتكر لنفسه طرقا للعبادة ولا يجوز ان يبتدع احكاما خاصة في الدين وانما الدين باصوله وفروعه يؤخذ من نفس الشرع لان هذه هي الطرق التي يشكر بها الباري عز وجل ولذا الايات الشريفة تقول((ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) ، فالنبي ص وآله والقرآن عينا أن طريق الشكر منحصر بالقران والعترة الطاهرة فقط ، فمن أراد أن يتعبد بالدين من غير طريق القرآن او من غير طريق العترة الطاهرة فهو يظن انه يؤدي العبادة ويشكر الخالق لكنه في الحقيقه لا يشكر الخالق ولا تقبل منه عبادته لذا النبي المصطفى ص وآله في حديث الثقلين يقول : مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ، معناه ان التمسك بهما معا هو طريق الهداية فاذا الانسان يريد أن يتمسك بالقرآن وحده ويترك طريق العترة فهذا ليس على هدى والذي يتمسك بالعترة فقط دون القران ايضا ليس على هدى ؛ ما ان تمسكتم "بهما" وليس باحدهما دون الاخر ، فالطريق للشكر منحصر بما يعينه الباري عز وجل في امور الدين ، الاستحسانات والامور الشخصية والامزجة والاقيسة التي يصنعها البشر في الدين لا تعتبر من الدين ولا يعدها الباري عز وجل شكرا لنعمه وبهذا يبطل القول المشهور : (ان الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق)

فهذا القول إذا اريد به أن الطريق إلى معرفة الله بعدد انفاس الخلائق فهو باطل

واذا اريد به ان طرق اطاعة الله بعدد انفاس الخلائق ايضا باطل

لان طريق معرفة الخالق وطريق طاعة الخالق واحد وليس متعدد بعدد انفاس الخلائق وانما طريق واحد هو طريق القران والعترة فقط وفقط ، اما غيرهما من اي طريق يكون فهذا لا يوصل الى معرفة الخالق ولا يوصل الى طاعة الخالق بل يكون راجعا الى طاعة هوى النفس وطاعة الظنون الشخصية والامزجة ونحو ذلك.

الشيخ فاضل الصفار
رابط الفديو :
https://m.youtube.com/watch?v=VkTxMaeci34

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق